السبت، 23 أبريل 2016

سأكتب: آه يا وطني!!!!

ترددت قبل أن أكتب ولكن سأكتب:

مادفعني للكتابة بعد تفكير طويل هو: مرارة مايحدث لأبناء وطني بقصد منهم وحال شعبنا المخدوع فيهم وبشهاداتهم التي يتبجحون بها علينا في كل المحافل.  واكتشفت أن هذا ليس بالحدث الجديد سواء في عهد القذافي أو ما بعده.

سأقول: رغم أن هناك طلاب علم قد رفعوا هاماتنا عاليا في ميادين العلم ويستحقون كل دينار تم صرفه عليهم ليصلوا الي مثل هذه المراتب وان بعض منهم وأعرفهم شخصيا قد سجلوا براءات اختراع وقدموا أفضل الأعمال العلمية في تخصصاتهم في أرقى وأفضل الجامعات الماليزية والتي تعج بكل الجنسيات.  وهؤلاء ليسوا معنيين بما سأكتب. وهؤلاء أوجه لهم التحيه وافتخر بهم.
 
مما  لا شك في أن العلم قاهر للجهل والتخلف وقد حثنا ديننا الحنيف علي طلب العلم في كل وقت وفي أي سن وفي أي مكان. ولكي لا أطيل الكتابة.

.... إلا أن هناك بالمقابل مجموعة كبيرة وكبيرة جدا وقد تكون السواد الأعظم إن لم أبالغ في ذلك ما هم إلا تجار قرارات إيفاد ولا هم لهم إلا شيئين: شهادة من أي جامعة وكم سيحول من دولارات الي ليبيا لبيعها في السوق السوداء ومن ثم يعيد تحويلها عبر بطاقات مصرف الأمان أو الوسترن أو غيرها .. ولنتحول من الكلام في العموم الي التدقيق في بعض من هذه الأعمال المشينة والتي ستكون عاقبتها وخيمة علي المجتمع بمال المجتمع ذاته فنحن كمن يشتري الجهل بماله:

قرارات الايفاد بعشرات الآلاف سواء علي حساب وزارة التعليم أو الدفاع ولكن نهايتها كلها من قوت الشعب الليبي. وكان نصيب الساحة الماليزية كبير جدا وتعد من أكبر الساحات التي تجمع طلبة ليبيين في الخارج.

اقولها وللأسف الشديد والمر : سواء تعليم أو دفاع ماجستير أو دكتوراه فإنهم بمجرد أن يطأوا أرض ماليزيا يبدأون في البحث عن الجامعات الخاصة والتي أنشأت بعض منها لأجل سلب أموال الليبيين وهذه الجامعات تدرس موادها باللغة العربية في شئ أشبه باللعب منه بالعلم فمثلا: جامعة تدعى "لنكولن" تقبل الطلبة الليبيين وتقوم بتدريسهم خلال عطلة نهاية الأسبوع "السبت والأحد " ولمدة 10 أشهر وباساتذه عرب والبعض منهم ليبيين ليتحصلوا بعدها علي شهادة ماجستير في الإدارة. تالله انها كارثة فاجمالي الأيام الفعلية لنيل هذه الشهادة تقريبا 100 يوم فقط. والدولة تدفع عنها مايقارب ال 10 آلاف دولار بالإضافة إلي منحة الطالب خلال 36 شهر ومتوسطها الشهري 2500$ اي ان 90 الف$ ناهيك عن التأمين الطبي والتذاكر وبدل الكمبيوتر وبدل كتب ودراسة الأبناء.  أي بحوالي ما لا يقل عن 150الف دولار.

وهذا عينة من الجامعات والكارثة أن فسادهم وصل الي احدي أفضل الجامعات الماليزية IIUM  "الجامعة العالمية الإسلامية الماليزية"  وبمشاركة بعض من رجال السفارة الإشاوس تم فتح قسم خاص للدراسات السياسية والعلاقات الدولية والقانون باللغة  العربية خاص بهم يدرسون به مساءا فقط ناهيك عن جامعة USIM التي خصصت لهم مترجمة عراقية والشعب المسكين "يدفع"  ومثل هذه الجامعات نطلق عليها " TOUCH&Go" اي " مشي حالك". والحديث يطول ويصل الي تزوير شهادات جامعية وفواتير تأمين وبيع دورات تعليم اللغة التي خصصها لهم المجتمع ليرتقوا بها. وهذه كلها حالات مثبته ومستعد لادلاء شهادتي متى واين ما طلب مني. ولا اعرف لماذا السفارة والملحقية الثقافية مازالوا صامتين علي كل ذلك ؟؟؟؟

حديثي يجرني الي ان أمثال هؤلاء سيعودون للوطن ليكملوا مسلسل "الضحك علي الذقون" وتجده ينافس المجتهد والمتفوق ليس لشئ إلا لأنه حمل شهاده " Fake_مزورة" والضحية في المرتين هو : وطني... الذي أنفق عليهم المليارات ليكي يكونوا لبنة لبناءه فإذا بهم معول لهدمه.

تالله انها كارثة: عندما تجد غريب يضحك عليهم ويسلبهم أموال وطنهم ليبدلها لهم بورقة A4 بدلا من علم ينتفعون به وهذا الغريب قد درس وتعلم في أرقى الجامعات الماليزية.

والكارثة أن تكلفة الجامعات ذات التصنيف العالمي أقل بكثير من تلك الجامعات الخاصة والتي هدفها أموالنا: فعلي سبيل الذكر لا غير تكلفة دراسة ماجستير علوم سياسية في جامعة UPM حوالي 5000$ ولمدة سنتين كاملتين.  بينما نظيرتها الخاصة حوالي 9000$ وفي 10 أشهر فقط . ناهيك عن الخدمات المتاحة وبالمجان مثل دخول أكبر المنصات العالمية للبحث العلمي مثل :  Elsevier, Web of Science وغيرها والتي تكلف مئات الآلاف من الدولارات.

وأخيرا وكما بدأت: شكرا لأبناء وطني الذين رفعوا هاماتنا عاليا بتفوقهم وجهدهم واجتهادهم واقول لهم : وطنكم ينتظركم كما تنتظر الأم عودة إبنها. ولا عزاء للجهلة والسراق والمزورين والمستغلين والفاشلين.    

لقد طال البوست وقد يفقد محتواه ولكن خلاصته:
أيها الملحق الطلابي.
أيها السفير.
ايها الوزراء "تعليم ودفاع"
أيها رئيس الوزراء "ايا كنت"
أيها ديوان المحاسبة
أيها محافظ مصرف ليبيا المركزي.

في كل دول العالم !!!

أيها الشعب الليبي .... أوقفوا هذه المهازل فالخاسر الأكبر هو :   الوطن

دمتم سالمين

كوالالمبور 2016

درس في حياتي


وقتها كنت صغير السن وفي حديث مع والدي وصلنا الي نقطة : لو أردت السرقة هل ستسرق مال عام"رزق شعب" أم مال خاص "رزق مواطن"؟؟؟

في تفكيري البسيط حينها أن مال الشخص يسبب ضررا مباشرا علي الشخص ذاته وأحيانا يكون كبير عليه  وان المال العام مهما سرقت منه فلن يكون سوى نقطه في بحر وواحيانا اعتبره جزء من حقي الذي حرمت منه .

ولكن الرد كان كالتالي :
عندما تسرق دينار من شخص يوما ما وبعدها قد من "تشديد النون " الله عليك بتوبه وأردت أن ترجع المال لصاحبه فأنت تعرف من هو وغالبا باعترافك له سيسامحك علي فعلتك وتستطيع رد هذا الدينار.  ولكن عندما تسرق دينار من مال عام فإنك محاسب أمام الله عن حق 6 مليون فيه ولو كان مثقال ذره وكذلك كل من سيأتي بعدهم الي يوم القيامة فكيف ستطلب العفو والسماح منهم جميعا فمنهم من قد وافاه الأجل ومنهم من سيولد بعدك لربما بالآلاف السنين.

ومنها عرفت ان من سيقف أمامي يوم القيامة من بني وطني ممن استحلوا ارزاقنا سيكونون كثر وكثر جدا. 

اللهم أغننا بحلالك عن حرامك الي يوم الدين

الجمعة، 22 أبريل 2016

42° تحت الصفر


   عندما تنازل الملك عن عرشه يومها لم يكن هناك برنامج deep freez الذي قد يمكننا من العودة إلي أصل قاعدة بيانات الحكومة السابقة.
استولى أو ثار أو تآمر ووصل لسده حكم إحدى أفقر "لاحقا أغنى" الدول العربية ولربما عالميا بنسبة مع عدد السكان، ظهر بمظهر الملاك المنقذ وصفق له تعساء القوم ليبدأ علي نغمات رنين هتافهم مرحلة تعد الأحلك في تاريخ الشعوب ويبدأ ترمومتر تلك الدولة المسكينة في الهبوط رغم حرارة مناخها صيفا ودفئه شتاء. فلم تشفع لها ارتفاع حرارة رمالها ولا دفء شواطئها فلا وصف لها إلا بالصعود للهاوية. 
اعتقد وقد يكون جزما أن هذا الرجل سينتقل بهم الي جنة الفردوس ولكن الحرارة مازالت في الهبوط وهم لايشعرون. فعلقوا عليه كثير من الأماني وهو يعرف يقينا أكثر من جزمهم ان ذاكرتهم لاتعدوا كونها ذاكرة مؤقتة ويسهل مسح ماعليها من سيء وغرس مكانه قيم وأخلاق فاسده كفساد حكمه. فبدأ بالأقتباس من جارته مصر كل مايمكن استعارته أبتداء من مصطلح "الضباط الوحدويون الاحرار " الي " الاتحاد الاشتراكي العربي" مرورا ب" فلسفة الثورة لجمال عبدالناصر". لتبدأ معها حقبة الديموغوجيا والخطابات الحماسية والخبث السياسي لإبعاد الخصوم فغير العلم والنشيد واستنسخها من مصر واستلف المبادئ " حرية - اشتراكية - وحدة" من حزب البعث الاشتراكي ليلهب مشاعر القومية والعروبية والشعوبية وحصر الاستلام داخل ثورته واعتبر السنة وليد غير شرعي ونفرها.
صفق ذلك الشعب التعيس المسكين ظنا أن العالم قد بدأ يعبر عن إعجابه وحسده في آن واحد . وصلت درجة الحرارة الي -4° . وانطلق لمحو مؤسسات الدولة ومحاربة الثقافة بفوضى زعم انها ثورة ثقافية وفار تنور الشعب التعيس ليدمر بيده أساسات المؤسسات التي كانت من الممكن أن تكبح جماح هذا الغول الطاغية.
فلم يعد أحد يملك أو يتاجر أو يستثمر أو يسافر أو يقرأ إلا كما يريد العقيد.  حتى الرتب العسكرية وسلك الشرطة تجمدة مع "العقيد ".
وفي درجة حرارة -7° ... ظهر ذلك الفكر المارد الذي قلب موازين الحياة السياسية ليصنع أكبر أضحوكة في أخلاقيات وفلسفة السياسة قد يقف عندها المحللين عاجزين عن فهمها لأنها خليط من الفوضي والضحك علي الذقون وقتل آخر امل في إزاحة دكتاتور . فكانت سلطة " بفتح السين" الشعب . وفعلا اختلط الشعب وتدافع وتفاعل ظنا منه انه الحاكم لنفسه.
وأستمرت الحرارة في الهبوط الي -42° ليستفيق معها بعض المتمردين متوشحين بشجاعة تونس ومصر ليكملوا أيقونة ربيع عربي ولكن المتمردين ترعرعوا في بوتقة وافريز "ثلاجة" ذلك النظام ذاته الذي تمردوا عليه . فهل عسانا أن نصل بدرجة الحرارة الي درجة حرارة انسان عادي وطبيعي جدا 37.5° . لنتعافى من كل ذلك الجمود والتجمد ونهيأ ادمغتنا وعقولنا للبناء؟؟
فعلا انه برد شديد -42°  
 

الخميس، 21 أبريل 2016

شعب الله المختار الذي لا يشق له غبار !!! قراءة أخلاقية لتقرير ديوان المحاسبة.

نحن شعب رائع أذهل العالم ليس فقط في التزامه الديني والأخلاقي بل أيضا في حبه للوطن وحث بعضهم البعض علي البناء والرقي فلا نعرف الرشوة ولا الربا ولا السرقة ولا النهب ونخاف الله في حق العباد فلا نفتأ  أن نذكر بعضنا البعض بين الفينة والأخرى بالآية الكريمة {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. فجباهنا موسومة بعلامة السجود ووجوهنا مملوءة بنور الإيمان ونتقاتل لأجل الحج والعمرة ولا نترك شيء ولا نفعله لنصل الي بيت الله حاجين معتمرين ولو كانت رشوة.
ندفع الرشوة ونقول معها "تديرهن وين ينفعن وتصرفهن بالهناء".
نشمر علي سواعدنا مع إشراقة كل يوم لنقدم ما نستطيع لأجل الوطن وشعارنا في كل مؤسساتنا (نحن هنا لخنبه "آسف قصدي لخدمة" الوطن والمواطن والفقير قبل الغني والبعيد قبل القريب والضعيف قبل القوي ومانعرفوش الواسطات ".
نتجنب تلبية دعوات الزفاف وتقديم واجب العزاء أثناء ساعات الدوام لأنها ملك للوطن ولا نريد أن نطعم أهلنا مطعم ومشرب حرام ونتحرى ذلك دائما.      
وكل الارقام التي وردت في تقرير ديوان المحاسبة السنوي تقول ذلك : فقد كانت الارقام كلها تتحدث عن فائض في الخزانة العامة لدرجة الحسد والمواطنين لم يجدوا وصفا لرغد عيشهم فقد عجزت اللغة أن إيجاد المفاهيم المعبرة عنه.

في الحرية

الحرية هي أغلى ما يمتلكه الإنسان، فاحذر من أن يصادرها الآخرون منك تحت أي مسمى وتحت أي ذريعة. عش حياتك بالطريقة التي تناسبك طالما أن ذلك لا يؤثر سلباً على أحد وحذاري من أن تنسلخ عن ذاتك وتعيشها كما يحلوا لهم!! كن حراً ولا تلتفت لأوهام ولخزعبلات الجموع. أكثر الذرائع التي تــُــستخدم كغطاء لسلب حرية الإنسان هي: سلب الحرية تحت ذريعة ( الدين أو الوطن ). ،( العادات والتقاليد )،( ماذا سيقول الناس! )،( الحزب أو الجماعة أو المذهب ). أو سلب الحرية تحت ذريعة ( الغزو الفكري من الشرق أو الغرب ) والذرائع كثيرة.. رحم الله الإمام محمد بن إدريس الشافعي قال ذات مرة: ( يا بُني إن الله قد خلقك حراً، فكن حراً كما خلقك ).

افهموها

ستيف جوبز صاحب شركة التفاحة المنتوشة " apple" تم طرده ذات يوم من شركة وماقدرش يقول " أنا صاحب التفاحة " ومشي دار شركة جديدة اسمها Next .

مفهوم بسيط للثقافة في عهد القذافي

 التحول من الثقافة السياسية الرعوية والثقافة السياسية التابعة إلي الثقافة السياسية المشاركة. فالنظام الديكتاتوري للقدافي ولد ثقافة سياسية تابعة، لكن عملية التحول الديمقراطي ساهمت في بلوج ثقافة المشاركة والمواطنة.