ترددت قبل أن أكتب ولكن سأكتب:
مادفعني للكتابة بعد تفكير طويل هو: مرارة مايحدث لأبناء وطني بقصد منهم وحال شعبنا المخدوع فيهم وبشهاداتهم التي يتبجحون بها علينا في كل المحافل. واكتشفت أن هذا ليس بالحدث الجديد سواء في عهد القذافي أو ما بعده.
سأقول: رغم أن هناك طلاب علم قد رفعوا هاماتنا عاليا في ميادين العلم ويستحقون كل دينار تم صرفه عليهم ليصلوا الي مثل هذه المراتب وان بعض منهم وأعرفهم شخصيا قد سجلوا براءات اختراع وقدموا أفضل الأعمال العلمية في تخصصاتهم في أرقى وأفضل الجامعات الماليزية والتي تعج بكل الجنسيات. وهؤلاء ليسوا معنيين بما سأكتب. وهؤلاء أوجه لهم التحيه وافتخر بهم.
مما لا شك في أن العلم قاهر للجهل والتخلف وقد حثنا ديننا الحنيف علي طلب العلم في كل وقت وفي أي سن وفي أي مكان. ولكي لا أطيل الكتابة.
.... إلا أن هناك بالمقابل مجموعة كبيرة وكبيرة جدا وقد تكون السواد الأعظم إن لم أبالغ في ذلك ما هم إلا تجار قرارات إيفاد ولا هم لهم إلا شيئين: شهادة من أي جامعة وكم سيحول من دولارات الي ليبيا لبيعها في السوق السوداء ومن ثم يعيد تحويلها عبر بطاقات مصرف الأمان أو الوسترن أو غيرها .. ولنتحول من الكلام في العموم الي التدقيق في بعض من هذه الأعمال المشينة والتي ستكون عاقبتها وخيمة علي المجتمع بمال المجتمع ذاته فنحن كمن يشتري الجهل بماله:
قرارات الايفاد بعشرات الآلاف سواء علي حساب وزارة التعليم أو الدفاع ولكن نهايتها كلها من قوت الشعب الليبي. وكان نصيب الساحة الماليزية كبير جدا وتعد من أكبر الساحات التي تجمع طلبة ليبيين في الخارج.
اقولها وللأسف الشديد والمر : سواء تعليم أو دفاع ماجستير أو دكتوراه فإنهم بمجرد أن يطأوا أرض ماليزيا يبدأون في البحث عن الجامعات الخاصة والتي أنشأت بعض منها لأجل سلب أموال الليبيين وهذه الجامعات تدرس موادها باللغة العربية في شئ أشبه باللعب منه بالعلم فمثلا: جامعة تدعى "لنكولن" تقبل الطلبة الليبيين وتقوم بتدريسهم خلال عطلة نهاية الأسبوع "السبت والأحد " ولمدة 10 أشهر وباساتذه عرب والبعض منهم ليبيين ليتحصلوا بعدها علي شهادة ماجستير في الإدارة. تالله انها كارثة فاجمالي الأيام الفعلية لنيل هذه الشهادة تقريبا 100 يوم فقط. والدولة تدفع عنها مايقارب ال 10 آلاف دولار بالإضافة إلي منحة الطالب خلال 36 شهر ومتوسطها الشهري 2500$ اي ان 90 الف$ ناهيك عن التأمين الطبي والتذاكر وبدل الكمبيوتر وبدل كتب ودراسة الأبناء. أي بحوالي ما لا يقل عن 150الف دولار.
وهذا عينة من الجامعات والكارثة أن فسادهم وصل الي احدي أفضل الجامعات الماليزية IIUM "الجامعة العالمية الإسلامية الماليزية" وبمشاركة بعض من رجال السفارة الإشاوس تم فتح قسم خاص للدراسات السياسية والعلاقات الدولية والقانون باللغة العربية خاص بهم يدرسون به مساءا فقط ناهيك عن جامعة USIM التي خصصت لهم مترجمة عراقية والشعب المسكين "يدفع" ومثل هذه الجامعات نطلق عليها " TOUCH&Go" اي " مشي حالك". والحديث يطول ويصل الي تزوير شهادات جامعية وفواتير تأمين وبيع دورات تعليم اللغة التي خصصها لهم المجتمع ليرتقوا بها. وهذه كلها حالات مثبته ومستعد لادلاء شهادتي متى واين ما طلب مني. ولا اعرف لماذا السفارة والملحقية الثقافية مازالوا صامتين علي كل ذلك ؟؟؟؟
حديثي يجرني الي ان أمثال هؤلاء سيعودون للوطن ليكملوا مسلسل "الضحك علي الذقون" وتجده ينافس المجتهد والمتفوق ليس لشئ إلا لأنه حمل شهاده " Fake_مزورة" والضحية في المرتين هو : وطني... الذي أنفق عليهم المليارات ليكي يكونوا لبنة لبناءه فإذا بهم معول لهدمه.
تالله انها كارثة: عندما تجد غريب يضحك عليهم ويسلبهم أموال وطنهم ليبدلها لهم بورقة A4 بدلا من علم ينتفعون به وهذا الغريب قد درس وتعلم في أرقى الجامعات الماليزية.
والكارثة أن تكلفة الجامعات ذات التصنيف العالمي أقل بكثير من تلك الجامعات الخاصة والتي هدفها أموالنا: فعلي سبيل الذكر لا غير تكلفة دراسة ماجستير علوم سياسية في جامعة UPM حوالي 5000$ ولمدة سنتين كاملتين. بينما نظيرتها الخاصة حوالي 9000$ وفي 10 أشهر فقط . ناهيك عن الخدمات المتاحة وبالمجان مثل دخول أكبر المنصات العالمية للبحث العلمي مثل : Elsevier, Web of Science وغيرها والتي تكلف مئات الآلاف من الدولارات.
وأخيرا وكما بدأت: شكرا لأبناء وطني الذين رفعوا هاماتنا عاليا بتفوقهم وجهدهم واجتهادهم واقول لهم : وطنكم ينتظركم كما تنتظر الأم عودة إبنها. ولا عزاء للجهلة والسراق والمزورين والمستغلين والفاشلين.
لقد طال البوست وقد يفقد محتواه ولكن خلاصته:
أيها الملحق الطلابي.
أيها السفير.
ايها الوزراء "تعليم ودفاع"
أيها رئيس الوزراء "ايا كنت"
أيها ديوان المحاسبة
أيها محافظ مصرف ليبيا المركزي.
في كل دول العالم !!!
أيها الشعب الليبي .... أوقفوا هذه المهازل فالخاسر الأكبر هو : الوطن
دمتم سالمين
كوالالمبور 2016